-
Artisanat Marocain
|
-
2018/09/05
|
-
5973 vues
الخزف أحد أهم الفنون القديمة التي عرفها الإنسان منذ العصور الأولى لتاريخ البشرية

تعني كلمة الخزف الطين الذي يتم حرقه على النار ،و هو أحد أهم الفنون القديمة التي عرفها الإنسان منذ العصور الأولى لتاريخ البشرية ولا زالت له أهميته حتى و قتنا الحاضر . وقد تطور هذا الفن ضمن مراحل الحياة اليومية للإنسان و أصبح أحد الفروع الحيوية و المهمة للفنون التشكيلية ، حيث أخذت أساليبه بالتطور خلال القرن العشرين و ذلك من خلال إبداع الخزفيين بأعمالهم التي تحمل الطابع الشخصي وقد استخدم معظم محترفيها طرق استخدمت بين القرنين الثامن عشر و التاسع عشر الميلاديين أي قبل الثورة الصناعية ، و أصبح للخزف مدارس متخصصة بتدريسها و معاهد و معارض تشجع الهواة و الخزافين على الإبداع و التطور في هذا الفن العريق. الخزف هو من المواد غير العضوية ، غير المعدنية ، صلبة و هشة ( بعد أن يوضع على النار ) ، مرن جدا في وضعه الطبيعي ، ينتج به العديد من الأشياء مثل الأواني الفخارية و التماثيل الزخرفية . كما أنها تستخدم في الطلاءات المقاومة للحرارة العالية و ذلك لخصائصه الكيميائية و الفيزيائية و ارتفاع درجة انصهاره . عادة لون الخزف أبيض ، و يمكن مزجه بمواد و ألوان مختلفة . استخدامات الخزف : يستخدم الخزف في مجالات عدة حيث تدخل صناعة الخزف في تصنيع المزهريات الجميلة و أطباق الطعام و التماثيل و غيرها من العناصر الزخرفية و أحد الإستخدامات الأكثر شهرة من الخزف في الوقت الحاضر هو صناعة جسور الأسنان و القشرة و يسمى بالبورسلان تعد هذه المادة مقاومة للبقع أفضل من المواد الأخرى و يعطي البورسلان منظر يشبه الأسنان الحقيقية . في المجال المعماري يتم استخدام الخزف في جميع أنواع المباني في الأرضيات و الجدران في الداخل و الخارج ، والخزف ممتاز في الحمامات و المطابخ لكونه مقاوم للرطوبة و مقاوم للماء .
جودة الخزف يتحكم فيها طبيعة المواد الخام المضافة خلال عملية التصنيع و مراقبة التركيب الكيميائي ، و توزيع حجم الجسيمات و فحص خصائص اللزوجة و اللدونة و الإنكماش و القوة و المسامية و اللون ، و التمدد الحراري يتم قياسها جميعا ، و يتم العديد من هذه الخصائص و التي يمكن السيطرة عليها أثناء التصنيع باستخدام الأساليب الإحصائية . كل من المواد الخام و الذي تم ذكرها يمكن تعديلها لتحقيق الجودة المرجوة . الخزف بالمغرب : تعد صناعة الخزف بالمغرب من أهم ما يبرز أصالة وروعة المنتوج الصناعي التقليدي المغربي . ورغم أن لكل منطقة من مناطق المغرب مميزاتها و خصوصياتها الثقافية التي قد تختلف قليلا أو كثيرا عن بعضها إلا أنها قد تلتقي كلها في نهاية المطاف في التقديم لموروث ثقافي متنوع في أشكاله و غني في مقوماته. ويعتبر المغرب من أهم منتجي الخزف في العالم خصوصا بعدما أثبتت الدراسات العلمية ما للأواني الطينية من فوائد صحية كبيرة . وتعود صناعة الفخار في المغرب إلى قرون غابرة احتك فيها بحضارات مختلفة أهمها الفنيقيون و الرومان كما كشفت بعض الحفريات و المآثر المتواجدة بمدن عتيقة مثل و ليلي وشالة و لوكوس ، عن نماذج و أشكال عريقة من هذه الصناعات تعكس عبقرية الصانع المغربي في هذا المجال عبر مختلف الحقب و الأزمنة . وينقسم الخزف المغربي إلى نوعين : - الخزف القروي و هي تلك الأواني الطينية المستعملة في الحياة اليومية البسيطة للقرى ، كالموقد و القدر وتتميز باحتفاظها في الغالب باللون البني الأصلي للطين أو ببعض الزخارف و النقوش البسيطة . - الخزف الحضري الذي يساير حياة الحواضر الناعمة ويغلب عليه الطابع الفني سواء في أواني المطبخ ( الطجين و القصرية و الطنجية مثلا ) ،أو فيما يتعلق بتزيين المنزل ، وأهم المدن التي اشتهرت به أسفي و فاس مع وجود مناطق أخرى كسلا ومراكش وتطوان . وازدهرت هذه الحرفة في المغرب لتوفره على تربة طينية مميزة و غنية و مشهود لها عالميا بالصلابة و الطواعية في نفس الوقت ، كما أن الصانع المغربي متشبث باستخدام الأدوات و الأساليب التقليدية للحفاظ على روح الصنعة . المراحل التي تمر منها الصناعة الخزفية : تعتمد الصناعة الخزفية على الطين كمادة أولية أساسية ، تمر بعدة مراحل شاقة و تتطلب الوقت و الخبرة ، فبعد تنقية الطين من الأحجار و المواد الكلسية العالقة به ، يوضع في صهاريج مائية لمدة طويلة ثم يعرض لأشعة الشمس حتى يجف و هي عملية تستغرق 24 ساعة في الفصول غير الممطرة . بعدها يتم عجنه و تطويعه على لولب خاص يقوم الصانع بإدارته بواسطة القدمين فيما يشكل العجين بيده مستعينا بالماء و توضع مرة ثانية تحت أشعة الشمس لتجف ، و تدخل إلى أفران بدرجة حرارة عالية ( بين 900 و 1200 درجة ) . ليصل الصانع إلى المرحلة الأخيرة الخاصة بالزخرفة و هي من تخصص " الزواق " الذي يتفنن في تزيينها و تجميلها .